الألم هو تجربة حسية وعاطفية غير سارة قد تكون مرتبطة بتلف الأنسجة، وعلى حسب مدته يمكن تصنيف الألم على أنه حاد أو مزمن، وألم العظام بشكل خاص يعبّر عنه بألم أو مضض أو أيّ إزعاج في واحد أو أكثر من العظام، وهو يختلف عن آلام العضلات والمفاصل لأنه موجود سواء أكنت تتحرك أم لا، يرتبط الألم عادة بالأمراض التي تؤثر على الوظيفة الطبيعية للعظام أو تركيبها، كما يمكن للعديد من الحالات المرضية أن تسبب آلام عظمية شديدة، ويمكن أن تكون هذه الآلام إما موضعية أو منتشرة، وفي هذه المقالة سنتحدث عن أقوى أنواع مسكنات آلام العظام التي تساعد على الحصول على بعض الارتياح والتسكين. 

 

ما هي أسباب الآلام العظمية؟

هناك العديد من الأسباب وسنوجز في بعضٍ منها هنا:

1- اضطرابات تمعدن العظام

لكي تبقى عظامك قوية فهي تحتاج إلى مجموعة متنوعة من المعادن والفيتامينات أهمها الكالسيوم وفيتامين د، وغالباً ما يؤدي نقص الكالسيوم وفيتامين د إلى مرض هشاشة العظام ومرض تليُّن العظام وهما من أكثر أمراض العظام شيوعاً، وعلى الرغم من الآلام الناتجة عن هذه الأمراض لا تتواجد بشكل مستمر إلا أنّها تميل إلى أن تكون أسوأ مع النشاط البدني وحمل الأوزان.

2- الكسور

قد تحدث نتيجة الحوادث والاصطدامات، أو ضعف العظام الناتجة عن هشاشتها وسهولة كسرها، وإلى جانب الألم الحاد والطاعن الذي يزداد سوءاً مع الحركة أو عند الضغط عليها، فقد يحدث تورم وكدمات حول الكسر، في بعض الحالات تظهر المنطقة المصابة بالكسر مشوهة.

3- تكدم العظام

تحدث كدمة العظام بشكل شائع عندما يصطدم العظم بسطح صلب كما هو الحال في السقوط من ارتفاع كبير، فينتج عن هذا التأثير تشققات صغيرة في الطبقة الخارجية للعظم بالإضافة إلى نزيف تحت السمحاق (والسمحاق طبقة رقيقة من الأنسجة التي تغطي العظام)، في هذه الحالة إلى جانب آلام العظام الشديدة والمضض الحاد عند جس العظم فقد يحدث تورم وتغير في اللون.

4- الأخماج

يمكن أن يسبب انتشار الخمج والعدوى إلى العظام حالة خطيرة تعرف باسم التهاب العظم والنقي، يمكن أن تؤدي هذه العدوى التي تصيب العظام إلى موت خلايا العظام وتسبب آلاماً شديدة في العظام.

 

انواع المسكنات للعظام

من حق المرضى معرفة الأسباب المحتملة لألمهم والعلاجات المختلفة التي يمكن أن تخفف من آلامهم ويجب أن يكون لهم دور فعّال في العلاج، من الأفضل وصف علاج يسهل تناوله أو أخذه ولذلك يجب أن يكون الطريق الفموي هي الخيار الأول، لكن من المهم التفكير في طريق بديل للإعطاء عندما يكون الإعطاء عن طريق الفم غير ممكن (على سبيل المثال بسبب القيء وانسداد الأمعاء وعسر البلع الشديد)، ومن الضروري أيضاً منع وتجنب الآثار الجانبية المحتملة وعلاجها قدر الإمكان.

ملاحظة: لا ننسى أنّه يجب اختيار الجرعة ونوع وطريقة الإعطاء بناءً على احتياجات كل مريض على حدة، كما يجب أخذ ما يلي في عين الاعتبار: مرحلة المرض، والحالة العامة للمريض، والأمراض الأخرى، وخصائص الألم، والحالة النفسية وثقافة المريض، وهنا نذكر أقوى انواع المسكنات للعظام:

1- الأدوية غير الأفيونية.

2- الأدوية الأفيونية الضعيفة.

3- الأدوية الأفيونية القوية.

4- البيسفوسفونات Bisphosphonate.

 

1- الأدوية غير الأفيونية

يوصى باستخدام الأدوية غير الأفيونية، مثل مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية (NSAID) والباراسيتامول والأسبرين أفضل مسكن لالتهاب المفاصل ولعلاج الألم الخفيف، لكن كل مريض قد يستجيب بشكل مختلف للعلاج بهذه الأدوية ولهذا فيجب أن يعتمد اختيار انواع المسكنات للعظام على تحسُن سابق للمريض على المُسكن المختار، عادةً يُستطَب إعطاء مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية كمسكن للألم العظمي لمدة محدودة فقط وغالباً ل 3-5 أسابيع وذلك بسبب نقص فعاليّة هذا الدواء على المدى الطويل والآثار الجانبية التي يمكن أن تَحدُث من الاستخدام طويل الأمد لـ انواع المسكنات للعظام بجرعات عالية .

ملاحظة: تشير شدة الألم المتزايدة والتسكين غير الفعّال لهذه الأدوية إلى الحاجة لإدخال الأدوية الأفيونية.

 

2- الأدوية الأفيونية الضعيفة

هي نوع من أنواع مسكنات الألم المخدرة يتمّ استخدامها كـ أفضل مسكن لالتهاب المفاصل لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة التي قد لا تستجيب بشكل جيد لأدوية الألم الأخرى، والمواد الأفيونية الضعيفة الأكثر استخداماً هي الكودائين، والداى هيدروكودائين، والترامادول، والديكستروبروبوكسيفين، وغالباً ما تُعطى هذه الأدوية بجرعات قليلة مع مشاركتها مع الأدوية غير الأفيونية مثل الباراسيتامول أو مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية.

ملاحظة: على عكس الأدوية الأفيونية القوية المعترف بها عالمياً كعلاج للألم العظمي المعتدل والشديد، لا يوجد إجماع عام بشأن فعالية الأدوية الأفيونية الضعيفة كـ انواع المسكنات للعظام كعلاج للألم الخفيف إلى المتوسط، كما أنّ تكلفة الدواء تفوق الفوائد التي يضمنها.

 

3- الأدوية الأفيونية القوية

يعتبر المورفين والأدوية الشبيهة بالمورفين (مثل الأوكسيكودون والفنتانيل والبوبرينورفين) أقوى انواع المسكنات للعظام ، اعتماداً على حالتك الطبية يمكن وصف هذه الأنواع من المسكنات على شكل رقعة أو حقنة أو أحياناً في مضخة تتحكم فيها بنفسك، وجميعها تعمل بطرق متشابهة ويجب استخدامها فقط للألم الشديد.

 

- المورفين: من انواع المسكنات للعظام لعلاج الآلام المتوسطة والشديدة يعدّ المورفين الفموي الخيار الأول، وإلى جانب الطريق الفموي يمكن أيضاً إعطاؤه تحت الجلد أو عن طريق الوريد حيثُ يعدّ من أقوى حقن مسكن للعظام ، ويعتبر الطريق تحت الجلد أفضلها عند المرضى الذين يحتاجون إلى جرعات منتظمة من المورفين.

- الميثادون: وهو من أسماء حقن مسكنة لآلام العظام يُستخدم عند المرضى الذين لا يستجيبون للمورفين أو الأدوية الأفيونية الأخرى أو يُستخدم كبديل لـ انواع المسكنات للعظام عندما تسبب آثاراً جانبية مثل الرمع العضلي، والتهدئة الزائدة، والتخليط، والغثيان والقيء، ويحتاج إعطاء الميثادون إلى مراقبة وحذر أكثر من المورفين، حيث أنّه يمكن للجرعات العالية أو الجرعات المتكررة لفترة طويلة من الزمن أن تسبب مشاكل سميّة وآثار جانبية بما في ذلك ضيق التنفس والتغيرات في نَظم القلب.

- الهيدرومورفين Hydromorphone: ويُستخدم عند المرضى الذين يحتاجون إلى جرعة عالية من المورفين (فالفعالية المسكنة للهيدرومورفون أقوى 5 أضعاف من فعاليّة المورفين)، أو الذين يعانون من آلام عظمية شديدة وضعيفة الاستجابة على المورفين، أو الذين يعانون من آثار جانبية نتيجة الأدوية الأخرى.

- أوكسيكودون Oxycodone: متوفر في تركيبات بطيئة الإطلاق وتركيبات سريعة الإطلاق مُضاف إليها الباراسيتامول.

- الفنتانيل fentanyl عبر الجلد (TDS): من أسماء حقن مسكنة لآلام العظام ويتميّز بأنّ آثاره الجانبية على الجهاز الهضمي وخاصة الإمساك أقل وأخف شدة مقارنةً ببقية الأدوية التابعة لـ انواع المسكنات للعظام .

تبيه هام: جميع هذه الأدوية الأفيونية لها العديد من الآثار الجانبية المدمرة والخطيرة وتحتاج إلى مراقبة الجرعة واستجابتك لها عن كثب، ولهذا لن يتم وصفها إلا بعد استشارة الطبيب.

 

4- البيسفوسفونات Bisphosphonate

وهي من انواع المسكنات للعظام، حيثُ يعمل دواء البيسفوسفونات كمثبط لارتشاف العظام ويزيد من كثافة المعادن في العظام، ولهذا يجب اعتبارها جزءاً من النظام العلاجي لعلاج المرضى الذين يعانون من الألم بسبب النقائل العظمية، وأكثر أنواع البيسفوسفونات استخداماً حمض الزوليدرونيك (Zometa®) يليه إيباندرونات الصوديوم ibandronate sodium والباميدرونات pamidronate. لا يُقلل حمض الزوليدرونيك من خطر الإصابة بالكسور المرضية فحسب بل يقلل أيضاً بشكل كبير من آلام العظام الناتجة عن النقائل.

 

كيف يمكن منع آلام العظام؟

يمكن تجنب آلام العظام بالمحافظة على عظام قوية وصحية، وللحفاظ على صحة عظام مثالية تذكر ما يلي:

- الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضية بانتظام

- الحصول على ما يكفي من الكالسيوم وفيتامين د

- تجنب التدخين

- تجنب الإصابات التي تؤدي إلى آلام العظام عن طريق تجنب السقوط بالمحافظة على أرضياتك خالية من الفوضى، والإضاءة الجيدة، وتوخي الحذر عند صعود الدرج أو نزوله، مع ارتداء ملابس واقية مناسبة عند الحاجة.

 

في النهاية لا ينبغي التقليل من أهمية آلام العظام بل يجب مكافحتها باستخدام جميع الوسائل المتاحة بما فيها انواع المسكنات للعظام ، يحتاج بعض المرضى إلى أقوى أنواع المسكنات اعتماداً على شدة آلامهم، ويجب أن تكون مضادات الالتهاب غير الستيروئيدية هي الخيار المفضل من انواع المسكنات للعظام لعلاج الألم الحاد، أمّا في حالة الألم المزمن يجب استخدام المواد الأفيونية في أحدث تركيباتها لأنها يمكن أن تضمن آثاراً جانبية أقل، كما يجب وصف الأدوية المساعدة للمرضى بالإضافة إلى إعطائهم الدعم النفسي لضمان العلاج الناجح.

 

شاهد أيضا هذا الموضوع: برد العظام: الأسباب، الأعراض، طرق الوقاية والعلاج


المصادر والمراجع:

1. PubMed: The role of drugs in bone pain

2. healthline: Bone Pain

3. Verywell Health: Why Are You Experiencing Bone Pain