المسكنات، أو مسكنات الألم، كانت ولا زالت بابًا رئيسيًا للإدمان، خاصةً مع اختلاف أنواعها، وتعدد استخداماتها، وشدة أهميتها، فيما يتربع على عرشها المسكنات الأفيونية، والمسكنات اللاستيرويدية، والمسكنات المركبة، التي تُسبب الإدمان حال استخدامها بعيدًا عن الإشراف الطبي، وفي هذه الحالة تحتاج بالطبع إلى مصحة علاج ادمان.

ويوصِّف الأطباء المتخصصين، الألم، بشكل عام إلى فئتين (مادي، ومعنوي)، فالمادي مثل، الصداع المستمر، الشعور بالمغص، آلام الصدر، آلام العظام والمفاصل، أو الالتهابات الناتجة عن العمليات الجراحية، وكذلك الآلام المزمنة، وما إلى ذلك من آلام حسيّة، فيما يكون الألم المعنوي عبارة عن عدم الشعور بالسعادة أو قلة الراحة أو لربما تعود إلى المعاناة لسبب عاطفي أو تجربة مؤلمة، لذا تُستخدم المُسكنات لتخفيف حِدة تلك الآلام الجسدية والنفسية، ولكن تداولها خارج الإطار الطبي وعدم التعامل مع مستشفى علاج ادمان المخدرات ، أو طبيب مختص، من باب الاعتمادية يؤدي بالكاد إلى الإدمان، خاصة المسكنات التي تحوي الكودايين والأفيونات.

 

طريقة عمل المسكنات

عند تعاطي المسكنات، تعمل على إطلاق الإندورفينات (النواقل العصبية الدماغية) وهي مسؤولة عن تثبيط الألم، وتُشعر المريض بالسعادة، لأنها تعمل أيضًا على تحفيز النواقل المسؤولة عن مكافأة الدماغ والشعور بالنشوة (لعبة الدوبامين)، ومع انتهاء المفعول، يشتاق المدمن لتعاطي نفس المسكن مرة أخرى، ومع الوقت تسيطر عليه الاعتمادية ثم يُصبِح مدمنًا على المسكنات، وهذا يُجيب عن تساؤل: هل تسبب المسكنات الادمان؟

 

أنواع مسكنات الألم

بحسب المتخصصين في مجال الطب النفسي وعلاج الإدمان، فإنه يُمكِن تصنيف مسكنات الألم إلى ثلاثة أنواع:

- أولها مسكنات الألم الأفيونية (الأقوى) لأنها تُعالج الآلام المتوسطة والشديدة، الناجمة عن الآلام المتعلقة بأورام السرطان، كذلك آلام العمليات الجراحية، وآلام الكسور والعظام جراء الحوادث، ويندرج تحت هذه الفئة أنواع عديدة، منها الكودايين، الترامادول، والمورفين وغيرها.

- ثانياً مسكنات الألم اللاستيرويدية، (الأكثر شيوعًا) فهي ثاني أنواع المسكنات، والتي تُستخدم لعلاج الآلام الطفيفة والمتوسطة، مثل الصداع وآلام المفاصل والحمى، ويندرج تحت هذه الفئة أشهر أنواع مسكنات الألم (الأسبرين والبارسيتامول والأيبوبروفين - البروفين)، وهي متداولة بالصيدليات وبأسعار زهيدة، وغالبًا ما تستخدم كعقاقير مسكنة شائعة بين كافة الفئات، دون روشتة طبية أو الاكتراس لآثارها الجانبية وأضرارها الإدمانية.

- ثالثا أنواع مسكنات الألم، هي المسكنات المركبة، (الأشد فعَّالية) وكمثال، فهي فئة قد يتم دمج (كودايين + أسبرين + بارسيتامول) معًا، كمركبات تسكن الآلام الخفيفة والمتوسطة، فهي تحوي (المسكنات الأفيونية ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية) مثل دواء سولبادين فوار وكبسولات.

 

أضرار المسكنات

- الاعتمادية والتعود هي الضرر الأكبر جراء تعاطي المسكنات أو نوع من أنواع المواد المخدرة، وتنعكس الاعتمادية على إدمان المسكنات في صورة أضرار جسدية ونفسية بحسب حالة الشخص، كمية التعاطي، مدة التعاطي، والجنس والسن، وكذلك الوزن والوظائف الحيوية للجسم، فضلاً عن مدى تأثير نوع المسكن على السلوك الإدماني للشخص، لذا ينصح الخبراء بضرورة التواصل مع مصحة علاج ادمان للتخلص من الآثار الجانبية وأضرار إدمان مسكنات الألم، والتي قد تظهر في صورة إمساك، غثيان، دوخة، نُعاس، رغبة في النوم، تشوش الإدراك والرؤية، ومشكلات بالجهاز التنفسي، بسبب تعاطي مسكنات الألم الأفيونية، مثل المورفين والترامادول.

- أما الإصابة بقرحات المعدة، وخلل وظائف الكلى، وصولاً إلى الفشل الكلوي، وكذلك احتمالية الإصابة بالتليف الكبدي، فهذا قد يسببه تعاطي الأسبرين، والبارسيتامول، وجل فئات المسكنات اللاستيرويدية، فيما تسبب مسكنات الألم المركبة، اضطرابات شديدة في الجهاز الهضمي.

- فيما يتعرض الأشخاص المُصابون بالاكتئاب، أو أي نوع من الآلام المصاحبة للاضطرابات النفسية، لإدمان المسكنات الأفيونية، والاستعانة المباشرة بــ مراكز متخصصة لعلاج الإدمان يُعد بمثابة الحل الأمثل في هذه الحالة.

شاهد هذا الموضوع: أفضل معايير إختيار مصحة علاج إدمان المخدرات.

 

توصيات المتخصصين

يرى استشاريو الطب النفسي وعلاج الإدمان ضرورة أخذ الحيطة والحذر عند تناول أي نوع من أنواع المسكنات الشائعة، ويضعون "روشتة توصيات" لتجنب الآثار الجانبية للمسكنات، ومنها:

● استشارة الطبيب دائمًا.

● استخدام العقاقير المسكنة في إطار الجرعات المحددة.

● عدم الإفراط في استخدام المسكنات بداعي وبدون داعي.

● ممارسة الرياضة، اليوجا، وتناول الغذاء الصحي.

● التواصل مع الأصدقاء والترفيه وعدم الاستسلام للضغوط الحياتية.

 

تحليل المسكنات العشوائي

يؤكد المتخصصون حتمية ظهور المسكنات في التحليل العشوائي للمخدرات، للذين يندرجون تحت فئة سوء استخدام العقاقير الطبية، لفترات طويلة ودون توقف، والذين يحتاجون من 5 إلى 7 أيام للتخلص من آثار المسكنات في الجسم (البول + الدم)، والتي تختلف باختلاف نوع المسكن، بينما دخلت، مؤخرًا، حبوب ليريكا التي تُستعمل طبيًا لعلاج الاعتلال العصبي الناجم عن إصابات العمود الفقري، والآلام الناتجة عن مرض السكري، وغيرها من الاستخدامات الطبية الأخرى، خاصة نوبات الصرع والتشنجات، من خلال المادة الفعالة (البريجابالين) إلى حيز جدول المواد المخدرة، لسوء استخدامها الذي يؤدي إلى الإدمان، ويُسبب أضرار إدمان ليريكا، ومنها تورم الساقين، حصوات الكلى، فقر الدم، والهلاوس، ويجب أن يتم علاج ادمان ليريكا أيضًا مثل علاج إدمان المسكنات داخل مستشفى علاج ادمان متخصص.

شاهد أيضا: الهيروين: معلومات، فوائد، أضرار، أعراضة وأثارة الجانبية الخطيرة


المصادر والمراجع:

1- Analgesic Addiction UK Rehab

2- Painkillers and Opioid Use Disorder WebMD