كما هو معروف علمياً أن البول يتكون من ماء بالإضافة إلى العديد من المعادن والأملاح الذائبة في هذا الماء، ولكن هذه الأملاح توجد بنسب معينة في البول، فإذا زادت هذه النسب عن المستوى الطبيعي لها، أدى ذلك إلى تكوين حصوات.
هذا ما سنعرفه في المقال الآتي:-
هناك مجموعة من الحقائق التي تدور حول حصوات المثانة، ومنها ما يلي:
1. غالبًا ما تكون حصوات المثانة أكثر شيوعًا عند الرجال فوق سن الخمسين عامًا.
2. غالبًا ما تكون حصوات المثانة أكثر ندرة عند النساء.
3. تشمل أعراض حصوات المثانة تغيرًا في لون البول وألمًا عند التبول.
4. يمكن أن تكون حصوات المثانة سببًا لوجود دم في البول.
تنتج حصوات المثانة عن تراكم الاملاح في المثانة، وتزيد معدلات تكونها إذا لم يتم إفراغ المثانة بشكل كامل بعد التبول، حيث يتركز البول المتبقي في المثانة وتترسب المعادن والأملاح الموجودة في السائل في صورة بلورات، في بعض الأحيان قد تخرج هذه البلورات الناتجة مع خروج البول وهي لا تزال صغيرة جدًا، بينما في أحيان أخرى قد تكبر هذه البلورات في الحجم مكونة حصوات تعلق بجدار المثانة أو الحالب وهو ذلك الأنبوب الذي يمتد من الكلى إلى المثانة، في بعض الأحيان تبقى حصوات المثانة في المثانة لبعض الوقت، ولا تتسبب في ظهور أي أعراض، وغالبًا ما يتم العثور عليها عند إجراء الأشعة السينية لسبب طبي مختلف.
عادةً ما ينتج من تراكم الاملاح في المثانة حصوة واحدة فقط، وفي حالات أخرى قد تترسب تلك الأملاح مكونة أكثرة من حصوة، وتختلف تلك الحصوات في شكلها، فالبعض منها كروي الشكل تقريبًا، بينما البعض الآخر يتخذ أشكالًا غير منتظمة.
أيضًأ تختلف الحصوات في أحجامها، فبعضها يكون حجمها صغير جدًا بالكاد يمكن رؤيتها بالعين المجردة، والبعض الآخر قد يصل حجمها إلى حجم كبير مثير للدهشة، ووفقًا لموسوعة غينيس للأرقام القياسية، كان يزن أكبر حجم لحصوات المثانة حوالي 4 أرطال و 3 أونصات أي ما يعادل 2 كيلوجرام، ويبلغ قياسها 17.9 × 12.7 × 9.5 سم.
عادةً لا ينتج أعراض عن حصوات المثانة، ولكن إذا كانت الحصوة تسبب تهيجًا لجدران المثانة، حينئذ تظهر الأعراض، والتي تختلف من مريض إلى آخر، وتشمل تلك الأعراض ما يلي:
- ألم في القضيب عند الذكور.
- قد يتوقف تدفق البول في حالة الحصوات الكبيرة.
- قد يستغرق بدء تدفق البول وقتًا أطول من الشخص الطبيعي.
- ألم في منطقة أسفل المعدة.
- ألم عند التبول.
- ظهور دم في البول.
- تعكر البول أو تغير لونه إلى اللون الداكن.
تبدأ حصوات المثانة في التكون عندما لا يتم إفراغ المثانة بشكل كامل، حيث يتركز البول المتبقي وتبدأ الأملاح في التراكم والترسب، ويحدث هذا غالبًا عدة حالات مرضية، منها ما يلي:
1. المثانة العصبية: وتحدث تلك الحالة عندما تتعرض الأعصاب التي تعمل بين المثانة والجهاز العصبي إلى التلف، وذلك في حالات السكتة الدماغية أو إصابة العمود الفقري، حينها قد لا يتم إفراغ المثانة بالكامل.
2. تضخم البروستاتا: في هذه الحالة يمكن أن تضغط البروستاتا على مجرى البول؛ مما يؤدي إلى ضيقه؛ فيتسبب ذلك في حدوث اضطراب في سريان البول، مما يترك بعض البول في المثانة.
3. الأجهزة الطبية: يمكن أن تحدث حصوات المثانة بسبب القسطرة على سبيل المثال.
4. التهاب المثانة: حيث يمكن أن تؤدي التهابات المسالك البولية أو العلاج الإشعاعي إلى تضخم المثانة.
5. حصوات الكلى: يمكن أن تنتقل حصوات الكلى إلى أسفل الحالبين، وإذا كان حجم الحصى كبير فلن تخرج مع البول وستظل تلك الحصوات في المثانة، كما تجدر الإشارة إلى أن حصوات الكلى أكثر شيوعًا من حصوات المثانة.
6. رتج المثانة(Bladder diverticula): يمكن أن تتشكل الجيوب أو الأكياس داخل المثانة، وعندما يزيد حجم تلك الأكياس؛ فإن ذلك يمنع من إفراغ المثانة بالكامل.
7. القيلة المثانية(Cystocele): وتلك الحالة تحدث في النساء، حيث يمكن أن يضعف جدار المثانة وينزل إلى المهبل؛ مما قد يؤثر على تدفق البول من المثانة.
أنصحكم بمشاهدة هذا الموضوع: أملاح البول: الانواع، الاسباب، الاعراض، طرق العلاج
هناك بعض العوامل التي يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بحصوات المثانة، منها ما يلي:
1. العمر والجنس: حيث يصاب الذكور بحصوات المثانة أكثر من الإناث، وخاصة مع تقدمهم في السن.
2. الإصابة بالشلل: حيث أن الأشخاص الذين يعانون من إصابات خطيرة في العمود الفقري أو فقدان السيطرة على العضلات في منطقة الحوض، يصبحوا غير قادرين على إفراغ مثانتهم تمامًا.
3. انسداد مخرج المثانة: مثل حالة تضخم البروستاتا التي تمنع من تدفق البول من المثانة إلى خارج الجسم.
4. جراحة تكبير المثانة: وهي نوع من الجراحة يتم إجراؤها لعلاج مرض سلس البول عند النساء، وقد تؤدي تلك الجراحة إلى تكون حصوات المثانة.
على الرغم من أن بعض حصوات المثانة لا تسبب أي أعراض، إلا أن بعض الحالات قد تؤدي إلى مضاعفات إذا لم تتم إزالتها، وتشمل تلك المضاعفات ما يلي:
1. ضعف المثانة المزمن: حيث أنه في بعض الأحيان يمكن أن تمنع حصوات المثانة البول تمامًا من الخروج من الجسم؛ مما يؤدي إلى ضعف المثانة المزمن.
2. التهابات المسالك البولية: وهي التهابات متكررة.
لكي يتم تشخيص حصوات المثانة، لدينا عدد من الاختبارات والفحوصات المختلفة، منها:
1. الفحص البدني: حيث قد يضع الطبيب يديه على أسفل البطن ليشعر إذا كانت المثانة متضخمة أم لا،كما قد يضطر الطبيب لفحص المستقيم للتحقق مما إذا كانت البروستاتا متضخمة.
2. تحليل البول: وذلك بحثًا عن علامات الدم والبكتيريا والمعادن المتبلورة.
3. التصوير المقطعي المحوسب الحلزوني (Spiral CT ): حيث يجمع التصوير المقطعي المحوسب عدة صور بالأشعة السينية للحصول على صورة مفصلة للأعضاء الداخلية.
4. الموجات فوق الصوتية: تنشئ صورة عن طريق ارتداد الصوت عن الأعضاء الداخلية.
5. الأشعة السينية: لا تظهر جميع أنواع حصوات المثانة في الأشعة السينية.
6. تصوير الحويضة في الوريد (Intravenous pyelogram): حيث يتم حقن سائل خاص في الأوردة، فينتقل عبر الكلى والمثانة، ومن ثَم يتم أخذ صور بالأشعة السينية طوال العملية للبحث عن علامات وجود لحصوات في الكلى.
يعتمد علاج حصوات المثانة وتراكم الاملاح في المثانه على حجم الحصوات، ووقت اكتشافها، فإذا تم اكتشاف حصوات المثانة وهي صغيرة الحجم، فإن المريض يُنصح بزيادة كمية الماء التي يشربها؛ وتلك الطريقة كافية لإخراج الحصوات خارج الجسم بشكل طبيعي، أما إذا كانت الحصوات حجمها كبير بحيث لا يمكن إخراجها في البول، فإن العلاج في هذه الحالة يتضمن إما تكسيرها وإما إزالتها عن طريق الجراحة.
في إجراء يسمى استخراج حصاة المثانة بالتفتيت (cystolitholapaxy) يقوم الطبيب بإدخال أنبوب رفيع مزود بكاميرا في نهايته خلال مجرى البول عن طريق الفتحة الموجودة في نهاية القضيب في الذكور أو فوق المهبل في الإناث، حيث يمكن للطبيب رؤية الحصوات من خلال الأنبوب وتكسيرها.
قد يستخدم الطبيب الليزر أو الموجات فوق الصوتية أو أداة صغيرة لتفتيت الحصوات قبل سحبها وإخراجها خارج الجسم، عادةً ما يتم إجراء هذه العملية تحت التخدير، نادرًا ما يصاحب هذا الإجراء أي مضاعفات، وفي حالات قليلة جدًا قد يحدث تمزقات في جدران المثانة والتهابات.
إذا كانت الحجارة كبيرة جدًا بحيث لا يمكن تكسيرها باستخدام التفتيت (cystolitholapaxy)، فإن الجراحة هي الخيار العلاجي البديل، حيث يدخل الجراح المثانة من خلال شق أو جرح في البطن، ثم يزيل حصوات المثانة، وحيث أنه لا تخلو أي جراحة من المخاطر؛ لذلك دائمًا ما يكون التفتيت هو الخيار الأول.
لا يوجد دليل على أن العلاجات العشبية يمكنها تفتيت حصوات المثانة، حيث أن هذه الحصوات شديدة الصلابة، فعادة ما تتطلب الليزر أو إجراء جراحة لإزالتها، كما ينبغي عليك أن تستشير طبيبك دائمًا قبل تناول أي علاج بالطب البديل؛ للتأكد من أنه آمن وأنه لن يسبب أي مشاكل مع أي أدوية أخرى تتناولها.
أنصحكم بمشاهدة هذا الموضوع: علاج الاملاح في الكلى وكيفية التخلص منها
- نظرًا لأن حصوات المثانة ناتجة عن مجموعة من الأمراض الطبية، فلا توجد طرق محددة للوقاية منها، ومع ذلك إذا كان الفرد يعاني من أي أعراض غير مطمئنة عند التبول مثل الألم أو تغير لون البول أو ظهور دم في البول، فمن المستحسن الإسراع في استشارة الطبيب، كما قد يساعد شرب الكثير من السوائل أيضًا على تكسير أي حصوات نامية.
- في بعض الأحيان يشعر بعض الأشخاص الذين يعانون من عدوى المسالك البولية بوجود بول متبقي في المثانة بعد التبول، في هذه الحالة من الأفضل محاولة التبول مرة أخرى بعد 10-20 ثانية من مرة التبول الأولى، ويطلق على هذه الطريقة "التفريغ المزدوج"، حيث يمكن أن يساعد ذلك في منع تكون الحصوات.
- تشير بعض الأبحاث إلى أنه إذا كنت تعاني من تضخم في البروستاتا، فإن الجلوس للتبول يمكن أن يساعد في التأكد من إفراغ المثانة بالكامل؛ وهذا بدوره يمنع أو يبطئ من تراكم الاملاح في المثانه ويمنع تكون حصوات المثانة.
- تأكد أيضًا من شرب الكثير من الماء؛ للمساعدة في الحفاظ على المعادن في البول، ومنعها من التحول إلى بلورات وتشكيل حصوات المثانة، يمكنك أن تسأل طبيبك عن الكمية التي يجب أن تشربها كل يوم.
المصادر والمراجع:
1. https://www.medicalnewstoday.com/articles/184998#preventing_bladder_stones
2. https://www.mayoclinic.org/diseases-conditions/bladder-stones/diagnosis-treatment/drc-20354345
3. https://www.webmd.com/kidney-stones/what-are-bladder-stones