تحدث أذيّة الخلية الكبدية وبالتالي التهاب الكبد لأسبابٍ مختلفة، منها حيوية مثل الفيروسات والجراثيم والفطور، وسمّية مثل الكحول والمخدرات والأدوية (إيزونيازيد، ريفامبيسينن، دوكسي سيكلين)، ويعتبر التهاب الكبد الفيروسي سبباً مهمّاً للأمراض والوفيات في كل العالم وخاصةً المنطقة المدارية، ويكلّف الحكومات مبالغ مالية كبيرة لتوفير العلاج واللقاحات اللازمة لمنع تفشيهه وانتشاره، وسنقوم في هذا المقال بالحديث عن أهمّ أنواع فيروسات الكبد وعلاجها وطرق الوقاية منها.
يوجد 6 أنواع مشهورة لفيروسات التهاب الكبد وهي A-B-C-D-E-G
وسنبدأ بالحديث عن أكثرها شيوعاً وانتشاراً وهو التهاب الكبد A، هو فيروس مقاوم للإيثر، ولحموضة المعدة، شديد المقاومة للحرارة، حيث يقاوم الدرجة 60 مدة ساعة ويتخرّب بالغلي لمدة خمس دقائق، وبالأشعّة فوق البنفسجية والفورمالين واليودين.
- ينتشر التهاب الفيروس A في كل أنحاء العالم وخاصةً الدول النامية، ينتشر عادةً بشكل وبائي في المدراس ورياض الأطفال، أو بشكل فردي لدى الأجانب زائري المناطق الموبوءة، عمال المخابر، ومدمني المخدرات.
- ينتقل بالطريق البرازي الفموي بتناول طعام أو ماء أو حليب ملوّث بفضلات الإنسان، يندر جداً الانتقال الدموي وقد يحدث خلال مرحلة تفيرس الدم خاصةً عند مدمني المخدرات الوريدية.
- يصبع المصاب معدياً خلال أسبوعين قبل ظهور الأعراض حيث يطرح المصاب الفيروس مع البراز، ويبقى المريض معدياً لمدة أسبوعين بعد ظهور اليرقان.
- كما تتراوح حضانة الفيروس بين 2-6 أسابيع .
يصعب تمييزه عن باقي أنواع الالتهابات الكبدية الفيروسية، وغالباً ما يكون تحت سريري ويأخذ سيراً لا يرقاني عند الأطفال أكثر من الكبار.
أهمّ الأعراض:
- بعد 4 أسابيع من العدوى يبدأ طور بادري يستمر 1-7 أيام ويتجلّى بأعراض الانفلونزا: حمى خفيفة، قمه (فقدان الشهية)، غثيان، إقياء، ألم بطني علوي، وآلام عضلية.
- يتنّبه معظم المرضى حين يصبح لون البول غامقاً ولون البراز شاحباً، وبعد 1-5 أيام من ذلك يظهر اليرقان.
- تستمر الأعراض حتى الأسبوع الثامن ويترافق ظهور اليرقان بتراجع سريع للأعراض.
- التهاب الكبد الصاعق عند 0.1% من المرضى، ويؤدّي إلى الوفاة عند 20% منهم.
- مضاعفات خارج كبدية: فقر دم لا مصنع، فقر دم انحلالي، قلّة الصفيحات الدموية.
- متلازمات عصبية: مثل غيلان باريه، اعتلال النخاع، والتهاب السحايا.
يعتمد التشخيص على التظاهرات السريرية والفحص السريري بالإضافة الى الفحوص المخبرية التي تظهر:
- ارتفاع في خمائر الكبد أكثر من 1000 وحدة قبل ارتفاع البيلروبين.
- ارتفاع البيلروبين.
- ارتفاع الفوسفاتاز القلوية.
- يكشف فحص المصل عن أضداد Igm-HAV في الطور الحاد وأضداد Igg التي تظهر في الطور الحاد وتستمر عدّة عقود مشيرةً إلى تشكّل مناعة دائمة.
المعالجة عرضية فقط، فلا يوجد دواء نوعي لخمج HAV والتدبير داعم فقط عبر الرّاحة وإعطاء فيتامين K عند تطاول زمن البروثرومبين.
- النّظافة الشخصيّة ونظافة الأطعمة والمياه.
- عزل المريض غير ضروري ولكن يجب عدم ارسال الأطفال المصابين إلى المدرسة.
- تمنيع منفعل بالغلوبولين المناعي عند الأشخاص المسافرين إلى أماكن يتوطّن فيها الفيروس، حيث يتم إعطاؤه قبل السفر بأسبوعين وتستمر المناعة 18 أسبوعاً.
- كما يوجد لقاح يسمى HARVIX اعتمد من قبل هيئة الأدوية والأغذية الأمريكية عام 1995 ويعطي مناعة تدوم 10-20 سنة.
المرض سليم جداً والشفاء هو القاعدة، ولا تتجاوز الوفيّات 0.03% لمن هم تحت عمر 55 سنة.
هو الفيروس الكبدي الوحيد الذي يكون حمضه النووي DNA وليس RNA، وهذا الفيروس واسع الانتشار عالمياً ويعتبر المسبّب الرئيسي لأمراض الكبد المزمنة والتشمع وسرطانة الخلية الكبدية، يوجد أكثر من 300 مليون حامل للفيروس ثلاثة أرباعهم في آسيا.
- عن طريق الدم وسوائل الجسم الأخرى: فينتقل بنقل الدم والبلازما، الوخز بإبر ملوّثة، الوشم، وثقب الأذن والحجامة.
- الطريق الجنسي: مسؤول عن 50% من حالات العدوى لأن الفيروس موجود في السائل المنوي ومفرزات عنق الرحم.
- الانتقال العمودي من الأم إلى المولود أثناء الحمل أو بعد الولادة عبر الإرضاع، ويعتبر طريق الانتقال هذا السبب الرئيسي لارتفاع نسب حاملي الفيروس المزمنين، فأعلى نسبة حمل مزمن للفيروس تكون عند مواليد الأمّهات المخموجات.
- فترة حضانة الفيروس 2-6 أشهر، وتعتمد شدّة الأعراض السريرية على عمر المريض، مستوى تنسّخ الفيروس، والحالة المناعية للمريض، ويكون التهاب الفيروس الحاد غير عرضي عند 90% من المرضى.
- عند المرضى العرضيين تحدث بعد فترة الحضانة أعراض بادرية تشبه أعراض التهاب الكبد A مثل: الغثيان، القمه، الانزعاج البطني، ولا يحدث يرقان بعدها عند 75% من المرضى وفي حال حدوث اليرقان نادراً ما يستمر أكثر من 4 أسابيع.
- يحدث في الإصابات المزمنة: التهاب شرايين عقدي، التهاب كبب وكلية، وأعراض عصبية مثل غيلان باريه.
- يتحول التهاب الفيروس الحاد إلى التهاب كبد مزمن عند 6-10% من البالغين، و25% من الأطفال، و70-90% من الرضّع المصابين.
- التهاب كبد صاعق عند 0.1% من المرضى.
- الحمل المزمن للفيروس عند حوالي 5-7% من المرضى.
- تشمّع الكبد في حوالي 25-30% من الحالات.
- سرطانة الخلية الكبدية.
لا يمكن تمييز التهاب الكبد B بناءً على الأعراض والفحص السريري عن باقي أنواع التهاب الكبد الفيروسي ويجب الاعتماد على الفحوص المخبرية والواسمات المصلية حيث تظهر الفحوص المخبرية ارتفاع خمائر الكبد أكثر من 1000 وحدة وتطاول زمن البروثرومبين.
وعتد الشك بالإصابة بالفيروس ب يقوم الطبيب بطلب الكشف عن المستضد HBsAG فإن كان إيجابي فهو مشخّص وفي حال سلبيته، يطلب الكشف عن anti-HBs IgM فإن كان إيجابي فهو مشخّص وفي حال سلبيته، يطلب الكشف عن anti-HBc IgM فإن كان إيجابي فهو مشخص وفي حال سلبيته يعتبر المريض سليماً.
في التهاب الفيروس الحاد تكون المعالجة عرضيّة فقط عبر المسكنات وخافضات الحرارة، أما في الإصابة المزمنة فيتم استخدام ثلاثة أدوية هي: الانترفيرون الفا، لاميفودين، وأديفوفيرديبيكسوفيل.
يوجد لقاح يعطى للأطفال حديتي الولادة والعاملين في الوسط الطبي ويعطي مناعةً لمدّة طويلة ولكن يفضّل تجديد اللقاح كل خمس سنوات.
عند الشك بالتعرّض للفيروس عبر وخزة إبرة ملوّثة مثلاً، يمكن إعطاء الغلوبولين المناعي لالتهاب الكبد B مباشرةً، فيمنع حدوث الإصابة.
معدّل انتشار هذا الفيروس عالمياً هو 3%، ويصل إلى 6% في دول العالم الثالث وأكثر من ذلك بكثير في مصر.
- نقل الدم الملوث.
- الانتقال جنسي.
- من الأم إلى الوليد.
- غالباً يتم التشخيص بالصدفة عبر اختباراتٍ مصلية روتينية حيث يكون لا عرضي في 90% من الحالات ويزمن في 80% منهم.
- وفي حال ظهور أعراض فهي تشبه أعراض التهاب الكبد A و B المذكورة سابقاً.
- سرطان الكبد.
- التهاب كبد مزمن.
- التهاب كبد مناعي ذاتي.
- الكشف عن أضداد HCV.
- الكشف عن بعض مستضدات HCV.
- الكشف عن RNA-HCV باستخدام اختبار RT-PCR.
إعطاء الانترفيرون مع الريبافيرين في حالة التهاب الفيروس الحاد لزيادة نسبة الشفاء وتقليل الإزمان، أمّا في الحالات المزمنة فيعطي الريبافيرين فموياً يومياً، ويعطي الانترفيرون ألفا ثلاث مرّات يومياً.
لا يصيب الانسان إلّا إذا ترافق مع فيروس التهاب الكبد B، وينتقل دموياً خاصّةً عند متعاطي المخدرات.
تشبه أعراض التهاب الكبد B ولكن تزيد فيه احتمالية التهاب الكبد الصاعق.
الكشف عن أضداده أو مستضداته في مصل المريض أو الكشف عن RNA الفيروس.
عادةً تكون المعالجة عرضيّة، وفي حال الإزمان يستخدم الانترفيرون ألفا.
يشبه التهاب الكبد A وبائياً، وينتشر بشكل واسع في الدول النامية مثل الهند والباكستان وينتقل بواسطة الماء والتلوّث البرازي الفموي وحضانته 40 يوماً ولا يترك مناعة دائمة، و أعراضه مشابهة لأعراض التهاب الكيد A، يتميز بحدوث التهاب كبد صاعق عند 20% من الحوامل المصابات.
عبر الكشف عن أضداده ومستضداته أو RNA الفيروس مخبرياً في مصل المريض.العلاج:
المعالجة عرضيّة فقط ولا يوجد دواء نوعي.
لا يوجد لقاح وتعتمد فقط على النظافة وتعقيم المياه والأكل.
يعتبر مسؤولاً عن 20% من التهابات الكبد الفيروسية المنتقلة دموياً، وعادةً ما يشارك HBV أو HCV عند إصابة المريض، ويشخّص بالكشف عن HGV-RNA ويعالج عرضياً ولا يوجد لقاح.
وفي الختام نرى مدى تنوّع فيروسات التهاب الكبد ومخاطرها على الصحة وكمّية الضغط الماديّ الذي تفرضه على الدول لمكافحتها ومنع انتشارها، ويجب التأكّد دائماً استشارة الطبيب عند الشك بالإصابة بالتهاب الكبد لاتخاذ الإجراءات اللّازمة لمنع نقل المرض للآخرين، وعلاجه بالشكل المناسب لتخفيف الأعراض على المريض ومنع تحوّله الى الشكل المزمن، مع العلم أنّ أغلب التهابات الكبد لها علاجات فعّالة لكن ما يجب علينا هو اكتشافه وتحديد نوعه الصحيح حتى يتمّ العلاج بالشكل الأمثل.
المصادر والمراجع:
1. Healthline- hepatitis
2. NHS- Hepatitis
3. World Health Organization
4. Missouri department of health and senior services