في ظل ما توفره التكنولوجيا الحديثة اليوم من تطور في أجهزة الهواتف المحمولة، والتي سهلت علينا الكثير من الأعمال في حياتنا اليومية، أصبح كل فرد اليوم ينظر إلى هاتفه بمعدل 160 مرة في اليوم، وهذا يدُل على أن الهواتف الذكية أصبحت اليوم أكثر من كونها أداة مكملّة لحياتنا، بل أصبحت أداة تواصل من الصعب على الفرد أن يبتعد عنها.

ووفقاً لما جاء في التقرير الذي انتشر في مجلة "تيك بيت"، علَقّ دكتور علم النفس وعلوم الدراسات "مانويل أرمايونيس" على أن الهواتف تُؤثر في الدماغ وتسبب مشاكل عقلية نتيجة للإدمان على الهواتف المحمولة.

العديد من أطباء الأعصاب والأمراض العقلية أكدوا على أن الإدمان على الهواتف الذكية والأجهزة المحمولة يُسبب مجموعة من الأمراض العقلية، إضافة إلى حدوث اضطرابات تؤثر على قدرة الفرد في تفاعله مع الآخرين، فضلاً عن قلة التركيز، حيث أشاروا الأطباء إلى أن هناك العديد من الحالات التي تعاني مشاكل وأمراض عقلية يتمّ التعامل معها يومياً في العيادات الخاصة والمستشفيات، وتحتاج بشكل خاص إلى علاج نفسي، وذلك بعد فقدانهم للسيطرة على مشاعرهم وسلوكياتهم، فضلاً عن شعورهم بالإدمان على الأجهزة المحمولة، رغم كل هذا ما زالت منظمة الصحة العالمية لا تعترف بما يسمى بإدمان الإنترنت.

إدمان الهاتف وتأثيره على العقل

 

 5 ظواهر سلبية أساسية وراء الإدمان على الأجهزة  

الفومو

بحسب ما جاء في التقرير الذي انتشر في المجلة، تبين على أن الفومو (الخوف من فقدان الشئ)، وهو عبارة عن اضطراب وشعور داخلي يُصيب كل من يمتلك حسابات على منصات التواصل الاجتماعي، الأمر الذي يجعله دائما بحاجة إلى الدخول إلى حساباته لاكتشاف ما هو جديد وللبقاء على إطلاع بكافة المستجدات في العالم الافتراضي.

بحسب ما صرح به طبيب علم النفس "إسكيس برزيبيلسكي"، تبين على أن حالات إدمان الهواتف المحمولة تنتشر وبشكل كبير في صفوف الشباب والمراهقين بشكل عام وفي صفوف الرجال بشكل خاص، كما وأكد الطبيب على أن معظم هؤلاء الشباب والمراهقين يشعرون بعدم الرضا عن سلوكياتهم، فضلاً عن تخييم أجواء الحزن والكآبة عليهم خاصة بعد الدخول إلى حساباتهم وقضاء ساعات طويلة لتفحص ما هو جديد في العالم الافتراضي.

 

الخوف من فقدان الهاتف

بحسب ما ورد في المجلة تبين على الخوف من فقدان الهواتف المحمولة التي بين أيدينا والتي يُطلق عليها مصطلح "النوموفوبيا"  أصبحت اليوم شائعة بشكل كبير في صفوف الشباب والمراهقين، وبحسب التقرير تبين على أن المصابين بهذه الحالة "النوموفوبيا" أصبحوا اليوم يأخذون هواتفهم معهم في كل مكان، سواء كان في الحمام أو عند التنزه، كما أن هناك العديد منهم لا يحتمل ترك هاتفه بعيداً من أجل أداء بعض المهام المنزلية، كالتنظيف أو ترتيب الغرفة.

وبحسب ما أردفه الخبير النفسي تبين على حالة "النوموفوبيا" تأتي على شكلين مختلفين، وهما، الخوف من وضع الهاتف في مكان بعيد، أو الخوف من أن تنفذ شحنة الهاتف قبل أن يصل الفرد إلى الشاحن الخاص بالهاتف.

ووفقاً ما أكد عليه الخبير من أجل التخلص من هذه الحالة "النوموفوبيا"، أكد على ضرورة ترك الهاتف في الأوقات التي لا تحتاج فيها إليه، مثلاً  كالذهاب لشراء بعض المستلزمات، كما وأكد الخبير على ضرورة إزالة بطارية الهاتف أو إغلاقه على الأقل عند النوم وفي ساعات الليل.

الجدير بالذكر هنا، أن أشكال الإدمان عديدة وخطرها لا يقتصر فقط على الشخص المدمن، بل يمتد ليؤثر على الأسرة، والأبناء، والمجتمع، ومعالجة أشكال الإدمان تحتاج إلى طبيب مختص لتقديم يد العون ومساعدة المدمن للتخلص من كافة المشاكل التي يمر بها وتقديم الدعم الكامل له، ففي حال كنت بحاجة إلى مختصين مهنيين للتقديم النصيحة والمشورة للتخلص من الإدمان، فإن qatargambling.org خيارك الأمثل.

 

الاهتزاز الوهمي

بحسب ما ورد في المجلة تبين على أن هناك حالة يشعر بها المدمن على الهاتف تتجسد في شعوره بأن الهاتف يهتز، ولكن الحقيقة بأن هذا الشيء ما هو إلا مجرد أوهام، ينجم عن حالة القلق وحالة الاستنزاف العاطفي التي يعيشها الفرد، كما ووضحت المجلة أن التخلص من هذه الحالة يمكن في إيقاف تشغل الهاتف لفترات متقطعة من اليوم.

 

اضطراب العقل

عندما يبحث المستخدم عن شيء محدد عبر الإنترنت، كالبحث عن أفضل منتجات العناية بالبشرة، أو البحث عن الخصومات التي توفرها التطبيقات الذكية، أو العروض، أو المنتجات، يحدث عن الفرد حالة تشبه تماماً حالة العقل المضطرب وتبدأ هذه الحالة بالتطور عندما يبدأ الفرد بالتنقل من صفحة ويب لصفحة أخرى، ومع الوقت سيتولد لديه شعوراً باليأس والانزعاج، وذلك لمحاولته دائماً البحث عن أفضل الأشياء من خلف الشاشة.

 وللتغلب على هذه الحالة يجب على الفرد التحكم في الوقت الذي يقضيه عند بحثه عن شيء ما، كالمعلومات أو المنتجات وتدوين كل ما يلزم في دفتر خاص.

 

تأثيرات جوجل 

وفقاً لتقارير الأطباء تبين أن هناك عدد كبير من مدمني الهواتف المتنقلة يقومون بالدخول لمحرك البحث جوجل من أجل التعرف على الساعة، أو رقم طبيب ما، أو مكان عيادة ما، الأمر الذي يؤثر على ذاكرة الفرد سلباً وذلك لاعتمادهم على ذاكرتهم قصيرة المدى أكثر من اعتمادهم على ذاكرتهم طويلة المدى.

الجدير ذكره هنا، أن فكرة البحث عن المعلومات والوصول إلى ما يريده الفرد أمراً جيداً وله فوائد عديدة، ولكن لا يجب الاعتماد على محرك البحث دائماً من أجل الوصول إلى المعلومات، فمن الأفضل تخزين المعلومات في الذاكرة طويلة المدى.

شاهد أيضا: دليل شامل عن أدوية علاج الإدمان