يعتبر الصداع من أشيع المشاكل الطبية التي يعاني منها الناس في جميع مراحل حياتهم، ويتراوح بين صداع خفيف يمكن تحمّله ويزول بعد فترة قصيرة، إلى صداعٍ شديد لا يحتمل، يعطّل المريض عن نشاطاته اليومية، ويتطلب عناية طبية وعلاج مستعجل حتى يتمكّن المريض من متابعة حياته، ومن أنواع الصداع هو الصداع المتعلق بالضغط الشرياني، فسنتحدث في هذا المقال عن الفرق بين صداع الضغط العالي والمنخفض وأسبابهما وعلاجهما.

 

ما هو الضغط الشرياني؟

الضغط الشرياني هو الضغط المطبّق من قبل الدم على جدران الشرايين في الجسم، وينتج هذا الضغط بشكل رئيسيّ من قوة ضخ العضلة القلبية بالإضافة إلى توتر جدران الشرايين، وتعتبر القيمة الطبيعية للضغط الشرياني بين 90-140 ملم زئبقي للضغط الانقباضي وبين 60-90 ملم زئبقي للضغط الانبساطي.

 

أولاً: صداع ارتفاع الضغط الشرياني

قبل الحديث عن الصداع سنتعرف على ارتفاع الضغط الشرياني، وذلك لنعرف ما هو ارتفاع الضغط الشرياني؛ يعتبر الضغط الشرياني مرتفعاً عندما يتجاوز قياسه القيمة 90/140 ملم زئبقي، ويشخّص ارتفاع الضغط الشرياني المزمن عندما يتم الحصول على قياس مرتفع للضغط للمريض نفسه عدّة مرات في اليوم على مدى عدّة أيام، ويعتبر ارتفاع الضغط الشرياني قاتلاً صامتاً، فأغلب المرضى لا يشعرون بوجوده ويعتبر من أهم مسببات الاحتشاءات القلبية والجلطات الدماغية.

 

متى يحدث صداع ارتفاع الضغط الشرياني؟

أظهرت معظم الدراسات أنّ ارتفاع الضغط الشرياني المعتدل لا يسبّب صداعاً عند معظم الناس، وتم ربط الصداع بحدوث حالة ارتفاع التوتر الشرياني الخبيث وهي عندما يصل قياس الضغط إلى 110/180 ملم زئبقي فما فوق، حيث أنّ هذا الارتفاع الشديد في الضغط الشرياني يؤدي إلى ارتفاع الضغط داخل القحف (الجمجمة)، مؤدياً إلى صداع لا يشبه غيره من أنواع الصداع كالشقيقة مثلاً، والأدوية المسكّنة للصداع كالأسبرين وغيره تكون بلا فائدة في هذا النوع من الصداع.

 

ما هي أسباب صداع ارتفاع الضغط الشرياني؟

إنّ كل ما يؤدي إلى ارتفاع الضغط قد يكون مؤهباً لحدوث صداع ارتفاع الضغط الشرياني ومن هذه الأسباب:

1- التدخين، والذي يعتبر من الأسباب الأساسية لارتفاع الضغط الشرياني.

2- الإفراط في تناول الأطعمة المالحة أو الأطعمة المشبعة بالدهون.

3- السُمنَة، وهي السبب الرئيسي لارتفاع الضغط الشرياني في الدول المتقدمة.

4- شرب الكثير من المشروبات الكحولية (أكثر من مشروبين في اليوم).

5- التوتّر وسوء الأوضاع المعيشية.

6- بعض الأسباب والعوامل الوراثية.

7- الأمراض الكلوية، وخصوصاً نقص التروية الكلوية.

8- أمراض في الغدتين الكظرية والدرقية.

9- نسيان تناول أدوية ارتفاع الضغط الشرياني.

 

كيف نميز صداع ارتفاع الضغط الشرياني عن غيره من أنواع الصداع؟

كما تحدثنا سابقاً فإنّ الصداع في ارتفاع الضغط الشرياني يحدث عندما يكون الضغط مرتفعاً بشدة، وعادةً ما يترافق الصداع مع أعراض أخرى، فأهم أعراض صداع ارتفاع التوتر الشرياني هي:

1- صداع نابض في مؤخرة ومقدمة الرأس، ويتميز بأنّه مستمر وحاد ويزداد عن تحريك الرأس أو تغيير وضعية الجسم.

2- تشوّش في الرؤية.

3- غثيان وإقياء.

4- ألم صدري وضيق في التنفس.

5- تعب وإرهاق.

6- احمرار في الوجه وطنين في الأذن.

 

ثانياً: صداع انخفاض الضغط الشرياني

ما هو انخفاض الضغط الشرياني؟ يسعى جميع الناس ليكون ضغطهم الشرياني منخفضاً، كونه دليل على الصحة والرشاقة ولكن يعتبر انخفاض الضغط الشرياني أقل من 60/90 ملم زئبقي انخفاضاً خطيراً وقد يكون مهدّداً للحياة.

 

ما هي علاقة انخفاض الضغط بالصداع؟

إنّ انخفاض الضغط الشرياني بشدّة يؤدّي إلى حرمان الدماغ من وارده الدموي، مما يؤدّي إلى شعور المريض بالصداع إضافة إلى أعراضٍ أخرى كالدوار والغثيان والإقياء.

 

ما هي أسباب صداع انخفاض الضغط؟

تتنوع هذه الأسباب كثيراً وترتبط بعدة عوامل مختلفة كالعمر والتغيرات الهرمونية وصحّة أجهزة الجسم المختلفة وأهمّ هذه الأسباب:

1- الحمل، حيث أنّه يؤدي إلى حدوث توسّع في الشرايين وعادة ما يعود الضغط إلى وضعه الطبيعي بعد الولادة وانتهاء الحمل.

2- المشاكل القلبية، كتباطؤ القلب ومشاكل الصمّامات القلبية والفشل القلبي.

3- مشاكل وأمراض غدّية، كمرض جارات الدرق، قصور الغدة الكظرية (داء أديسون)، وقصور الغدة الدرقية.

4- التجفاف، ويحدث عندما تكون كمية الماء المفقودة أقل من الداخلة إلى الجسم، وعادةً ما تحدث هذه الحالة بسبب الإسهال أو الإقياءات الشديدة، فرط تناول المدرّات، وممارسة التمارين الرياضية بشدّة.

5- خسارة كميات كبيرة من الدم، فخسارة كمية كبيرة من الدم الناتج عن نزف داخلي أو خارجي تؤدّي إلى خفض حجم الدم داخل الأوعية وبالتالي انخفاض الضغط الشرياني.

6- الصدمة الخمجية، الناتجة عن إصابة الجسم بخمج شديد غير قادر على مكافحته و وصول الجراثيم إلى الدم.

7- الصدمة التحسّسية الشديدة، حيث أنّ ردة الفعل التحسسية الشديدة تؤدّي إلى توسّع شديد في الأوعية الدموية وانخفاض الضغط الشرياني الشديد ونقص التروية الدموية عن أعضاء الجسم الرئيسية.

8- نقص بعض العناصر الغذائية، فعدم احتواء الغذاء على كمّية كافية من الحديد وفيتامين b12 وb9، قد يؤدّي إلى نقص في إنتاج الكريات الحمراء وبالتالي فقر الدم وقد يؤدي هذا إلى انخفاض الضغط الشرياني.

9- بعض الأدوية قد تؤدي إلى انخفاض الضغط الشرياني كالمدرات، حاصرات بيتا، حاصرات ألفا، مضادات الاكتئاب، أدوية داء باركنسون، وأدوية عسر الانتصاب.

 

أعراض صداع انخفاض الضغط:

إنّ أهم الأعراض المرافقة لانخفاض الضغط المؤدي للصداع هي:

1- دوار وخفّة الرأس.

2- إغماء، والسبب الرئيسي في ذلك هو نقص التروية الدموية للدماغ.

3- تشوّش وغباشة في البصر.

4- غثيان.

5- تعب ووهن عام.

6- ضعف في التركيز.

7- شحوب في الوجه.

8- الشعور بالبرد.

 

علاجات ونصائح للتخلّص من الصداع الناجم عن مشاكل الضغط والمشاكل الأخرى

بغض النظر عن السبب، يسعى الأشخاص المصابون بالصداع إلى الراحة السريعة؛ ومع ذلك، إذا كنت قد شُخصت بالفعل بارتفاع ضغط الدم وكنت تتناول دواءً لعلاجه ، فمن المهم أن تضع في اعتبارك العلاج الذي تختاره، تحقق دائمًا من ملصق أدويتك وتأكد من أنك لن تضر أكثر مما تنفع بالطريقة التي تختارها لعلاج الصداع.

ومن العلاجات والأدوية التي يتم استخدامها في سياق علاج مشاكل الضغط التي تقود للصداع نجد:

1- مضادات الالتهاب: هناك طرق طبيعية لعلاج الصداع في المنزل، وتعد إضافة بعض الأطعمة إلى نظامك الغذائي مكانًا رائعًا للبدء. تحدث بعض أنواع الصداع بسبب الالتهاب، العوامل المضادة للالتهابات هي جميع الأطعمة التي تقلل الالتهاب في جسمك وتحسن الدورة الدموية؛ تشمل مضادات الالتهاب مثل: التوت، بذور الكتان.

2- أكل الحبوب: إن تناول الحبوب الكاملة فكرة جيدة دائمًا؛ ومع ذلك، تأكد من تجنب الدقيق الأبيض إذا كنت تعاني من صداع شديد؛ بدلاً من ذلك، سيؤدي تناول الحبوب الكاملة إلى موازنة مستويات السكر في الدم ، والتي ثبت أنها تتحكم في الصداع النصفي.

3- الزيوت الأساسية: تعمل بعض الزيوت الأساسية، مثل النعناع والخزامى، على تهدئة الجهاز العصبي المركزي؛ يمكن أن تساعد هذه الزيوت في التخفيف من الشعور "بضرب الرأس" ، خاصة في حالة الصداع الناتج عن الإجهاد.

4- قم بتخفيض وارد الكافيين الذي تشربه: ثبت أن شرب الكثير من الكافيين يزيد من عدد حالات الصداع التي تعاني منها، بالإضافة إلى رفع ضغط الدم، ضع في اعتبارك كمية الكافيين الموجودة في نظامك الغذائي؛ تذكر أيضًا أنه إذا كنت تقلل من الكافيين، فمن المحتمل أنك ستصاب بالصداع كعرض من أعراض الانسحاب.

5- العلاجات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية: الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية مثل الأسبرين هي علاجات شائعة للصداع، إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم، يجب ألا تتناول الأسبرين إلا إذا كان ضغط الدم لديك يخضع لإدارة جيدة في الوقت الحالي.

6- إذا كنت تعاني من صداع إجهاد وتعب، ضع وسادة تدفئة على رقبتك أو مؤخرة رأسك أو إذا كنت تعاني من صداع الجيوب الأنفية، فامسك بقطعة قماش دافئة على المنطقة المؤلمة.

7- يمكن للضوء الساطع أو الخفقان، حتى من شاشة الكمبيوتر، أن يسبب الصداع النصفي؛ إذا كنت عرضة لها، فقم بتغطية نوافذك بالستائر المعتمة أثناء النهار، وثم بارتداء النظارات الشمسية في الهواء الطلق، يمكنك أيضًا إضافة شاشات مضادة للوهج إلى جهاز الكمبيوتر الخاص بك واستخدام مصابيح ذات الطيف النهاري في تركيبات الإضاءة الخاصة بك.

8- قم بممارسة التمارين المفيدة للتخلص من الصداع، سواءً كانت تمارين اليوجا أو التأمل أو الاسترخاء التدريجي للعضلات، فإن تعلم كيفية الاسترخاء عندما تكون في منتصف الصداع يمكن أن يساعد في تخفيف الألم؛ قد تتحدث مع طبيبك عن العلاج الطبيعي إذا كنت تعاني من تقلصات عضلية في رقبتك.

 

ختاماً؛ نجد عند قراءة ما سبق أنّ صداعي ارتفاع وانخفاض الضغط يختلفان في العديد من النواحي، حيث أنّ لكل منهما أسبابه وأعراضه المختلفة، ولكن تبقى الطريقة الأفضل للتفريق بينهما هي قياس الضغط الشرياني المتكرّر وذلك عبر زيارة الطبيب عند الإحساس بأي عرض يدفعك إلى الشك بوجود خلل في الضغط الشرياني، حيث أنّ إهمال أي عرض وتأخير زيارة الطبيب قد يكون له نتائج سيئة وغير قابلة للتصحيح.

شاهد أيضا: الفرق بين صداع الضغط وصداع السكرى


المراجع والمصادر:

1. Medical new today- what to know about low blood pressure headaches

2. mayo clinic- low blood pressure (hypotension)

3. webmd- cause of high blood pressure

4. webmd- high blood pressure and hypertensive crisis

5. healthline- does high blood pressure cause headaches