تعتبر حساسية الأنف والجيوب الأنفية من أكثر الأمراض شيوعاً في العالم، وغالباً ما تزداد وتنتشر في فصل الربيع وبداية الصيف، وكثيراً ما ينشغل الناس في بحثٍ طويل عن أفضل العلاجات الدوائية والمنزلية للتخلّص من الحساسية نهائياً والوصول إلى أفضل النتائج، وسنتحدث في هذه المقال عن حساسية الأنف: الأعراض، وأفضل حبوب للعلاج الخاصّ بذلك المرض.
يؤدي استنشاق مواد معينة تسمى بالمؤرجات أو تغير الفصول إلى حدوث ردّة فعل تحسسية عند بعض الأشخاص، حيث تصبح جدران الأنف الداخلية متورمة وملتهبة، وفي حال استمرار هذه الحالة قد تؤدي إلى انسداد الجيوب الأنفية وامتلائها بالسوائل والجراثيم مؤديةً إلى حدوث التهاب الجيوب الأنفية، حوالي 8% من البالغين في الولايات المتحدة الأمريكية يعانون من حساسية الأنف بشكل أو بآخر، ويقدّر بأن حوالي 10-30% من سكان العالم يعانون من التهاب الأنف التحسسي.
أكثر أعراض حساسية الأنف شيوعاً تتضمّن:
- العطاس
- السيلان الأنفي
- احتقان الأنف
- حكاك الأنف
- السعال
- الشعور بالألم والحكة في الحلق.
- شعور حكة في العينين.
- احمرار ودماع العينين.
- صداع متكرر.
- أعراض جلدية تشبه أعراض الأكزيما، حيث نلاحظ جلد حاك وجاف بالإضافة إلى تشكل بثرات وحدوث نزف جلدي.
- تعب دائم.
فعند التعرّض لأحد المؤرجات ستشعر مباشرة بعرض أو أكثر من الأعراض السابقة، وقد لوحظ أنّ بعض الأعراض مثل الصداع المتكرّر والتعب عادةً ما تحدث بعد التعرض لكمّيات كبيرة من المؤرجات، مع التذكير بأنّ الحرارة ليست من أعراض التحسس الأنفي.
يوجد العديد من المؤرجات التي تؤدي إلى حساسية الأنف وأكثرها شيوعاً هو غبار الطلع (الذي عادةً ما يكثر في فصل الربيع)، أبواغ العفن، عث الغبار، قشور الجلد، وقطرات من البول أو اللعاب من بعض الحيوانات.
وعندما تدخل هذه المؤرجات إلى الجسم عن طريق الاستنشاق، يقوم جهاز المناعة عند بعض الأشخاص باعتبار هذه المؤرجات خطيرة على الجسم ويقوم بمهاجمتها، مما يؤدّي إلى تحرر العديد من المواد الكيميائية في الغشاء المخاطي للأنف مؤدياً إلى تورمه وفرط إفراز المواد المخاطية.
إن استمرار التهاب الأنف التحسسي لفترات طويلة قد يؤدي إلى الإصابة بمضاعفات عديدة وهي:
1- البوليبات الأنفية: وهي تشكّلات ورمية داخل الأنف ناتجة عن التهاب الأغشية المخاطية في الأنف، وتتنوع بالأشكال والألوان، وإذا كانت البوليبات الأنفية كبيرة بما يكفي فقد تؤثر على جودة التنفس لدى المريض وتضعف حاسة الشم وتغلق الجيوب الأنفية مؤديةً إلى حدوث التهاب الجيوب الأنفية.
2- التهاب الجيوب الأنفية: ويعتبر التهاب الجيوب الأنفية أحد المضاعفات الشائعة لالتهاب الأنف التحسسي، ويؤدي إلى شعور المريض بثقل في الرأس، ألم في الجبهة أو حتى في الأسنان، والشخير، وعلاج حساسية الجيوب الأنفية يكون بتناول بعض الأدوية مثل الباراسيتامول، إيبوبروفين، وأسبرين فهي تساعد على تخفيف الألم وثقل الرأس، ويجب استشارة الطبيب في حال استمرار الحالة لوصف بعض المضادات الحيوية لعلاج التهاب الجيوب الجرثومي.
3- التهاب الأذن الوسطى: حيث أنّ حساسية الأنف قد تؤدي إلى مشاكل في عمل قناة نفير أوستاش، وهذا عادة ما يؤدي إلى حصول التهاب في الأذن الوسطى ويشعر المريض بألم في الأذن، ارتفاع حرارة، وضعف بسيط في السمع.
يعتمد علاج حساسية الأنف على شدّة الأعراض ومدى تأثيرها على الحياة اليومية، وعادةً ما يقتصر العلاج على إيقاف العطاس وسيلان واحتقان الأنف، وسنذكر الآن أهم طرق علاج حساسية الأنف:
يمكن من خلال بعض الطرق المنزلية الوصول إلى حلول فعالة لما يخصّ أعراض حساسية الإنف وذلك مثل:
تنظيف المجاري الأنفية: حيث أنّ تنظيف المجاري الأنفية المتكرر بمحلول مائي ملحي يساعد في حماية جدران الأنف الداخلية من الالتهاب والتهيج، ونقوم بذلك عبر اتباع الخطوات التالية:
- قف جوار المغسلة وقم بصب كمية من محلول الماء الملحي على إحدى يديك.
- قم باستنشاق المحلول من يدك وذلك عبر إغلاق إحدى فتحتي الأنف واستنشاق الماء عبر الأخرى وتكرار العملية على فتحة الأنف الثانية.
- قم بتكرار ما سبق حتى تشعر بالراحة وزوال هياج الأنف.
عند القيام بالعملية السابقة قد يمر بعض المحلول السابق إلى الحلق، فحاول أن تبصقه قدر الإمكان.
يمكن استخدام عدة نباتات لمحاولة تخفيف أعراض التهاب الأنف التحسسي والتي تعد أحد أفضل علاج لحساسية الجيوب الأنفية مثل:
1- نبات القرّاص: حيث يمكن طبخه لإزالة تأثيراته اللادغة ويضاف إلى السلطات والشوربات المتنوعة، فهو مضاد أكسدة ومضاد جرثومي ومسكن.
2- الزنجبيل: حيث أنّ الزنجبيل يعتبر مضاد هيستامين طبيعي، فيجب إضافة الزنجبيل إلى غذائنا اليومي ويمكن تجربة شاي الزنجبيل واستنشاق بخارها لعلاج حساسية الأنف.
العلاجات الدوائية لا تقوم بشفاء الحساسية الأنفية ولكن تساعد في علاج الأعراض الناتجة عنها وسنقوم بذكر أهم حبوب حساسية الأنف وحبوب حساسية الجيوب الأنفية:
1- مضادات الهيستامين: مضادات الهيستامين إحدى حبوب حساسية الجيوب الانفيه التي تقوم بعلاج أعراض التحسس عبر إيقافها لعمل مادة كيميائية تسمى الهيستامين، حيث يقوم الجسم بإفراز هذه المادة للدفاع عن نفسه ضد المؤرجات وتعتبر أفضل علاج لحساسية الأنف.
يمكن الحصول على حبوب مضادات الهيستامين عادةً بلا وصفة طبية، ولكن بخاخات الهيستامين تحتاج إلى وصفة، ويمكن أن تسبب مضادات الهيستامين دواراً عند بعض الأشخاص ويجب التأكد من غياب هذا العرض بعد تناولها قبل قيادة السيارة مثلاً.
2- الستيروئيدات القشرية (الكورتيزول): تقوم الستيروئيدات القشرية بتخفيف الالتهاب والتورم و علاج حساسية الأنف والعطاس، وتستغرق فترة أطول لتعمل من الهيستامين ولكن تأثيرها يدوم لمدة أطول.
الأعراض الجانبية الناتجة عن الستيروئيدات قليلة وقد تشمل جفاف الأنف ونزوف أنفية.
3- مضادات الاحتقان: يمكن استخدام مضادات الاحتقان كـ حبوب حساسية الجيوب الانفيه علاج حساسية الأنف والعطاس لمدة قصيرة لا تتجاوز ثلاثة أيام، لتخفيف احتقان الأنف والجيوب الأنفية، واستخدامها لمدة طويلة قد يؤدي إلى الاعتماد عليها وزيادة الأعراض بشكل كبير عند التوقف عن تناولها.
يستخدم هذا العلاج عادةً عند الأشخاص الذين تكون حساسية الأنف لديهم سيئة جداً، وهو من العلاجات القليلة التي قد تؤدي في النهاية إلى شفاء الحالة كلياً و علاج حساسية الأنف والعطاس، حيث يعتمد هذا العلاج على حقن المادة المؤرجة في المريض بفترات متباعدة بهدف تعويد الجسم عليها حتى تزول ردّة الفعل المناعية كلياً، وتعتبر بديلاً فعالاً عن حبوب حساسية الجيوب الانفيه.
وفي الختام نجد أنّ حساسية الأنف والجيوب الأنفية لا يجب تجاهلها أبداً، فهي تؤثّر على حياة المريض اليومية وتضعف التركيز والنشاط، فيجب أن نتجنب المؤرجات قدر الإمكان، وأن نستشير الطبيب للوصول إلى الخليط العلاجي الأمثل للحصول على أفضل النتائج العلاجية والتخلّص من الأعراض قدر الإمكان، ولا داع للخوف وذلك لأن الموضوع لا يدع للقلق بل يستوجب فقط معرفة الأمور الخاصة بـ حساسية الأنف: الأعراض، وأفضل حبوب للعلاج والتوجّه نحو الخيار الصحيح.
المراجع والمصادر:
1. Health line- allergic rhinitis
2. NHS- allergic rhinitis
3. World health organization- noncommunicable diseases: allergic rhinitis and sinusitis
4. Mayo clinic- hay fever
5. medlineplus- allergic rhinitis